ربما يكون من غير الملائم أن تُحَدَّث معلمًا عن أهمية القراءة! فالمعلمون من أكثر الفئات مطالعة بحكم عملهم -أو هكذا يجب أن يكونوا، كما أن تعليم الطلاب القراءة والاستيعاب يقع على عاتق معلميهم أكثر من أي أحد آخر. أضف إلى ذلك أن أهمية القراءة قد كتب فيها الكثير والكثير ولعلها باتت معلومة لكل كبير وصغير.
ولكن معرفتنا بأهمية القراءة لا يعني أننا أصبحنا نُقَدِّر قيمة القراءة تقديرًا فعليًّا، ولا يعني كذلك أننا كمعلمين أو حتى كآباء قد نجحنا في تربية جيل من القراء، ولكننا في أحسن الأحوال ينطبق علينا مقولة جيمس تريليس صاحب كتاب the Read-Aloud-handbook "نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيداً في المدارس،ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة". مما يجعل القراءة مجرد ضرورة مدرسية للمرور من وحدة إلى أخرى ومن اختبار إلى اختبار ومن عام إلى عام ويفقدها قيمتها كضرورة حياتية لارتقاء الإنسان ومنحه القوة والثقة بل والشعور بالمتعة كذلك.
اختصارا لتوضيح أهمية القراءة أورد ثلاث مقولات أجاب بها ثلاثة من الكبار نتبين منها القيمة الأساسية للقراءة كما أقصدها هنا. المعلم الأول أرسطو سُئل "كيـف تحكم على إنسـان؟" فقال " أسأله كم كتاباً يقراً وماذا يقـرأ" وذاك يعني أن ما تقرأه كما ونوعا يوشي بمن أنت، وقد سئل الخليفة المأمون ما ألذ الأشياء فقال "التنزه في عقول الناس" ويقصد قراءة الكتب، وقد كتب كثيرون عن متعة القراءة، أما فولتير فقد سئل عمن سيقودون الجنس البشري فأجاب "الذين يعرفون كيف يقرأون!" ليس كل قارئ إذا يعرف ماذا يقرأ أو كيف يقرأ، وتلك مهمة تقع على عاتقنا كمعلمين في المقام الأول.
هل كان فولتير محقا؟ هل من يقودون الجنس البشري هم من يعرفون كيف يقرؤون؟
تكاد كل الشواهد أن تؤكد صحة المقولة. ولعلنا نحتاج هنا إلى مقارنة سريعة بين أمتنا التي أعجب ما يثير الدهشة فيها أن أول أمر نزل من السماء لنبي هذه الأمة كان "اقرأ" وتكرر في أول آيات محكمات مرتين، ثم تكررت الآيات التي تطالب بالدراسة والتفكر وطلب أسباب القوة وما إلى ذلك من أفعال لا تقوم إلا بالعلم والتعلم. ومع ذلك تقدر دراسة تضمنها التقرير العربي الخامس للثقافة العربية الذي نشرته مؤسسة الفكر العربي أن الفرد العربي يقرأ ما معدله 6 دقائق سنويا، في حين يقرأ الفرد في الغرب ما معدله 200 ساعة سنويًّا. وبغض النظر عن التفاصيل في مناقشة مدى عدالة هذه المقارنة ومدى دقتها إلا أن الفكرة الرئيسة تبقى شاخصة للأبصار فاضحة لحقيقة مرة. ولعلنا نلاحظ بأعيننا كيف أن عادة القراءة في الدول الأكثر تقدمًا علميا الآن مرصودة في الشارع وفي المترو والحافلات وفي الحدائق والمقاهي وترصدها عين الرائي أينما وجه بصره، وكأن القراءة جزء من النمط اليومي للمواطن، لأنه أدرك مبكرًا وتعلم مع ما تعلم أن المعلومة قوة ومال أيضًا. قد يختلف دافع القراءة من شخص لآخر ولكن هذا لا ينفي أن من يقرأ أكثر يصير أقوى نفسيًّا وفكريًّا واقتصاديَّا.
كما أننا كمعلمين نعلم أن القراءة تراجعت كثيرا وتراجع معها التأمل والتفكير والقدرة على الفهم، نعلم ذلك من مشاهدة طلابنا، وقراءة إجاباتهم، والحديث معهم. فالقراءة من حيث الكم متدنية جدًا؛ فنسبة ضئيلة من الطلاب تقرأ خارج حدود المنهج المدرسي، ونسبة ضئيلة من تلك النسبة الضئيلة لا تحسن اختيار ما تقرأ، فغالبية من يقرؤون من طلابنا يقرؤون قراءة غير مركزة مشتتة لأنها قراءة من على شاشة الكمبيوتر وعبر روابط صفحات الإنترنت، قراءة تقودها روابط إلكترونية تسحبك من صفحة إلى صفحة وتشتت انتباهك بإعلانات وصفحات جانبية مما يفقد القراءة التركيز، ومن يلجأ منهم للكتب تراه غالبًا يقرأ الروايات والقصص، حتى في المرحلة الثانوية، ونادرًا ما تجد طالبا يطالع مجلة علمية أو يقرأ مقالا لكاتب أو مفكر كبير، أو يسرح باحثًا عن مقالات متنوعة في موضوع يعالج قضية من القضايا. ولا شك أن ثقافتنا التعليمية التي تركز على المصدر الواحد للمعرفة، وتُثْقِل عاتق الطلاب بكم من الواجبات والمهام دون تركيز على الكيف، وتركز على المعلومة أكثر من الفكرة والتفكير لهي من الأسباب التي جعلت للمدرسة وللمعلم أثرا سلبيًّا في تنمية عادة القراءة تنمية سليمة.
لقد كنا فيما مضى أثناء مرحلة الشباب والمراهقة أقل تشتتا وأكثر جدية، وأقل رفاهية أيضًا! حين لم يكن لدينا لابتوب أو آيباد أو إنترنت، حين كنا نجتهد ونسعى ونبحث في كل مكان محتمل لنحصل على مجلة أو كتاب، ومن الملفت للنظر أننا في فترة الشباب كانت تربطنا بالمجلات الشهرية القيمة رابطة وجدانية قوية حيث كنا ننتظرها من شهر إلى شهر، وبمجرد أن نشتريها مع بداية الشهر فلم نكن نتركها حتى ننهيها عن آخرها. لقد لعبت تلك المجلات على تنوعها دورًا كبيرًا في صقل العقل وتنمية المعرفة والأفكار وتدعيم حب القراءة بمرور الوقت بل وغرس بذور الهوية الثقافية لنا كعرب ومسلمين. لا يعني هذا التقليل من أهمية الكمبيوتر والإنترنت ووسائل المطالعة الحديثة، ولكنه يعني أن الرابطة بين القارئ والكتاب أو المجلة لها من الفوائد ما يجعلنا نحرص على الاستفادة منها أفضل استفادة.
من هنا كانت فكرة ذلك المقال الذي أعيد فيه لفت انتباه الآباء والمعلمين إلى قيمة المجلة تربويًّا ونفسيًّا وثقافيًّا وهو ما أقدمت بالفعل على اختباره مع أبنائي وطلاب لي وبدأت ألحظ أثر المجلة سريعا، فقد قرئ العدد الأول عن آخره
وأصبحنا ننتظر الأعداد التالية شهرًا بعد شهر!
شجعنا ذلك على أن نعيد النظر في مدى حرصنا على قراءة المجلات في البيت وفي المدرسة؟
وقبل أن نعرج على قيمة المجلات من ناحية تربوية داخل الصفوف وفي البيوت وللمجتمع وكيفية اختيار المجلة المناسبة، لعلي انتهز الفرصة للتأكيد على عمق أزمة القراءة وصلتها بدورنا الحضاري كأمة تريد أن تنهض من كبوتها التي طالت وأن أربط عادة القراءة وحالتها الحالية بأزمتنا الثقافية والحضارية الراهنة. وهنا أذكر عدة ملاحظات تراكمت أمامي في فترة قصيرة أثناء بحثي عن المجلات القيمة في الأسواق وجعلت الشعور بالأزمة الحضارية يتعمق ويربطها في غير جانب من جوانبها بالأزمة الثقافية التي من مظاهرها تدني مؤشرات القراءة في العالم العربي.
الملاحظة الأولى: اختفاء قسم الصحف والمجلات من عديد من المكتبات الكبرى وأصبح موجودًا فقط في عدد قليل من الأسواق الكبيرة، ولعل أقرب التفاسير إلى العقل أن هذا القسم يتكبد خسائر وإلا لما أغلق!
الملاحظة الثانية: أثناء البحث عن موقع مجمع اللغة العربية (في القاهرة) على موقع الإنترنت فتجده قد اختفى أو ربما توارى خجلا! وقد كان موجودا من قبل وتستطيع أن تبحث من خلاله عن كلمات ومعاجم وترجمات.
الملاحظة الثالثة: تطالع مجلة علمية للنشء، فتكتشف ما يزيد عن عشرة أخطاء في الترجمة والصياغة في صفحة واحدة، وتغيير في أسماء علماء أثناء الترجمة او الاقتباس وتجد كاتب المقال يستمد معلوماته من ويكيبيديا ويعيد تحريرها دون الرجوع إلى مصادر أخرى! وتجد لنفس الكاتب أكثر من عشر مقالات منشورة في أعداد متتالية في نفس المجلة، كثير منها معيب بهذه الطريقة! وهنا يبرز دور القراء الواعين في نقد وتصحيح ما يكتب فيها وإن كان المفترض أساسًا أن تتحمل المجلة العلمية مسؤوليتها في اختيار كتابها وتحديد سلامة ودقة المضمون الذي ينشر على صفحاتها من خلال التدقيق والمراجعة العلمية واللغوية. وهو ما لم يحدث على ما يبدو!
الملاحظة الرابعة: اختفاء إحدى المجلات العلمية الفصلية وبالتحري تجد أن الجهة الناشرة تقول إنها تحولت إلى مجلة إلكترونية وعندما تبحث عنها على شبكة الإنترنت لا تجد لها أثرًا حتى الموقع المعلن عنه لا تجده يعمل!
الملاحظة الخامسة: مجلة ثقافية رائعة ولها قراؤها وإن كانوا قليلي العدد إلا أ نها تعد رسالة وهدية قيمة لهؤلاء القراء من الجهة الناشرة، تنشر مقالات قيمة مترجمة من ثقافات العالم المختلفة في شتى فروع الثقافة والمعرفة، وبالبحث تجد أنها قد اختفت وبدأت تصدر -كما يدعي ناشروها –في حلة جديدة، وبالتدقيق تجد أنك أمام مجلة مختلفة تمامًا شكلاً ومضمونًا وهدفًا! والأسوأ من ذلك أن تجدها –في حلتها الجديدة!-متخمة بأخطاء التحرير والصياغة! فهل يعقل هذا؟ وهل إصدار مجلة ذات طبيعة ما يبرر إيقاف مجلة أخرى ذات دور مختلف؟ أهي مشاكل في التوزيع أم تغير في التوجهات؟ لو كانت المشكلة في التوزيع فهذا يعكس عمق الأزمة على مستوى القراء، ولو كان في تغيير التوجهات فلدينا أزمة أشد على مستوى السياسات التي توجه دور النشر.
من هنا تبدأ أزمة القراءة تتضح وتكتمل؛ قراء لا يقرأون، أي غير موجودين، حركة نشر هزيلة، توقف أو تعثر لمشاريع نشر الثقافة المتمثل في المجلات الثقافية القيمة. صورة مصغرة من واقعنا الحضاري المتأزم. أمة لا تقرأ هي أمة ضعيفة تعاني الجهل وغير قادرة على البقاء الكريم ناهيك عن المنافسة في عالم تقوده قوة المعرفة وسلطان العلم.
إننا مطالبون بأن نقلل من أثر العوامل التي أدت إلى العزوف عن القراءة عامة وقراءة المجلات خاصة، و التي منها الرفاهية الشديدة التي تجعل القراءة هَمُّ لا قيمة له، أو الفقر الشديد الذي يجعل الطالب مشغولا بالبحث عن لقمة العيش في المجتمعات الفقيرة أو غير قادر أساسا على شراء المجلة، والتي منها كذلك كثرة المشتتات المتمثلة في الإنترنت وألعاب الفيديو والجوالات الذكية وغيرها من الأجهزة التي تسهل اتصال الفرد بالآخرين والاستمتاع بالتواصل معهم وتجعل من مجالسة كتاب أو مجلة أمر عسير على النفس.
القيمة العامة والتربوية للمجلات والدوريات
لعلنا لا نجد صعوبة في الاقتناع بالفوائد التي يمكن أن نجنيها من مطالعة المجلات والتي منها أن المجلات ...
خفيفة في قراءتها؛ لأن كل مقال لا يتعدى عدة صفحات ويقدم في كل مقال فكرة مركزة يسهل استيعابها ولا تحتاج الصبر والمجاهدة المطلوبة لمطالعة الكتب المتخصصة في موضوع واحد والتي لا تناسب أصلا القارئ صغير السن سريع الملل.
تنشئ روابط وجدانية قوية بين القارئ والمجلة، فتعزز من عادة القراءة وتحببها إلى القلب.
ترسخ الهوية الثقافية للمجتمع وعلى مهل تنحت معالمها بدقة وتؤدة في ذهن القارئ وتكوينه النفسي العقلي.
تربط النشء بقضايا وطنهم وقضايا العالم من خلال صفحات المجلة التي غالبا ما تتناول الجديد وتناقشه وتنقده.
ترفع الوعي وتكسب القارئ معرفة شاملة بالأساسيات والمستجدات في مجالات كثيرة.
توصل للطلاب والنشء فكرة التعدد والتنوع في مصادر المعرفة وتعدد وتنوع الآراء في القضية الواحدة.
تدعم تنمية اللغة حيث يطالع القارئ أنواعًا شتى من النصوص وأساليب مختلفة من الكتابة.
توفر مواد ثرية للنقاش والتفكير الناقد والتقصي في كل المواد الدراسية؛ فالمجلات تزخر بالتقارير العلمية و البحوث و مقالات الرأي والأخبار الجارية والمقالات التاريخية والأدبية وغيرها.
تقدم المجلات جرعة ثقافية متوازنة مما يكون قارئا مشبعا بروح العصر وثقافته المتنوعة.
تثري البيئة الصفية وتجعلها غنية بالمصادر والمواد التعليمية وهذا يتفق مع دعوتنا لجعل المجلات مكون من مكونات مكتبة الصف ومكتبة المدرسة باعتبارها مصدر من مصادر المعرفة ومورد من موارد مواد التعلم.
أمثلة على استثمار المجلات في التعلم
في مادة العلوم
حين يتناول مقال حدثًا علميًّا أو بيئيًّا عالميًّا مثل ظاهرة تسونامي أو زلزال فوكوشيما (عالميا) أو عواصف الغبار والسيول(في دول الخليج العربي) أو السحابة السوداء (في مصر) يستطيع المعلم جعل النص مادة للتعلم في وحدة عن الزلازل أو الكوارث الطبيعية أو التلوث البيئي، ويستطيع أن يتناول من خلالها أهداف وحدته أو معايير التعلم عنده.
حين يتناول مقال علمي آخر المستجدات في العلم أوالتكنولوجيا يستطيع المعلم أن يجعلها فرصة لتناول المعايير الخاصة بطريقة عمل العلماء أو بأثر العلم والتكنولوجيا على المجتمع وعلى الطالب نفسه كفرد.
حين يتناول مقال علمي قصة حياة عالم لعلها فرصة لبيان دور العلماء في تطور البشرية وما لاقوه من تعب وتحديات في سبيل إنجاز بسيط، وتتراكم الإنجازات البسيطة حتى تصير حاسبًا آليا أو طائرة أو جهاز آيبود أو جهاز تكييف أو سيارة وغيرها آلاف المخترعات التي تؤثر في حياة الطالب تأثيرًا مباشرًا.
حين يتناول مقال الآثار البيئية لسلوك ما أو حادثة ما أو قرار صناعي ما فهي فرصة لتوعية الطلاب بالبيئة ودورهم نحوها.
في مادة الدراسات الاجتماعية
تناقش المجلات قضايا الوطن الاقتصادية والبيئية والأحداث الطارئة مثل مشكلات العمالة أو نظافة الشوارع أو الاحتفال السنوي بالعيد الوطني أو مشكلة السيول أو أضرار الزلازل وجميعها مشكلات ترتبط بعدة روابط بالمحتوى الذي يدرسه معلم الدراسات لطلابه.
في مادة اللغة العربية وفنونها
يستطيع المعلم توفير مقالات رأي لكتاب مختلفين ليناقش الطلاب أسلوب الكاتب ويستخرجون سماته.
يستطيع المعلم إحضار مقالات من مجلات لأكثر من كاتب يتناولون نفس الموضوع بغرض تحديد نوع النص (شارح، إقناعي، ......) وتحليل بنيته، ومنطق الكاتب ونقده والمقارنة بين كيفية تناول كل منهم لذات القضية.
المجلات تزخر بالقصص القصيرة الحديثة والنصوص الشعرية والنثرية التي تتواءم مع كل أنواع النصوص التي يريد معلم اللغة العربية تناولها.
في مادة الفن
يستطيع معلم الفن الواعي اختيار صورة من مجلة فكثير من المجلات تعرض صورا ولوحات ويناقش مع طلابه جمالياتها، أو يكلفهم لاحقا باختيار لوحة منشورة في مجلة وكتابة تقرير عنها. هذا غير المقالات التي تتناول بالنقد والتحليل الأعمال الفنية لكبار الفنانين.
أي أن المعلم أيًّا كانت المادة التي يدرسها يستطيع استثمار المجلات كمصدر للمعلومات، أو كنواة لأوراق عمل متجددة، أولغرس قيم وتوجهات إيجابية نحو العلم إن كان معلم علوم، ونحو الوطن إن كان يعلم الدراسات أو نحو الفن إن كان يعلم الفن أو نحو اللغة إن كان يعلم اللغة، وهكذا.
دعوة
لعلني بعد ماسبق عرضه أكون ملزمًا بتوجيه الدعوات التالية التي أصبحت مشروعة بل وملحة ويتحمل كل منا مسؤوليته من موقعه:
الدعوة الأولى للمعلمين أن يحسنوا استثمار المجلات لتحقيق أهدافهم التعليمية ولغرس قيمة القراءة في نفوس الطلاب. وربما تحقق رابطة وجدانية بين طالب ومجلة ما لا يستطيع المعلم تحقيقه، فالمعلم يذهب ويبقى الطالب مع قناعاته وخياراته التي غرست في وجدانه.
الدعوة الثانية لمديري المدارس أن يدعموا توفير المجلات داخل الصفوف وليس فقط داخل المكتبة، ولا مانع أبدًا من أن يبادر الطلاب أنفسهم عن قناعة منهم بأن يجعلوا دائما صفهم غنيًّا بالمجلات التي تفيدهم في التعلم.
الدعوة الثالثة للقائمين على أمر الثقافة في كل بلد عربي، أن اهتموا بحركة نشر الدوريات حتى لو لم تدر عليكم ربحًا ان استطعتم لذلك سبيلًا، اهتموا ببناء وعي النشء وثقافتهم من خلال مجلات قيمة متنوعة ثرية تستحق القراءة والاقتناء. ولا تنسوا مقولة ألبرت هيوبارد " لن يكون هناك بلد متحضر حتى ينفق على الكتب أكثر مما ينفق على شراء العلكة "
الدعوة الرابعة لأولياء الأمور أن اجعلوا مجلة أو أكثر هدية شهرية لأبنائكم واقرءوا معهم مختارات منها وناقشوهم فيها ويستحسن أن تقدموا لهم جوائز خاصة في البداية عن مسابقات سريعة تدور أسئلتها عما ورد في كل عدد.
ولا تنسوا أن المجلة الجيدة تنقش ببطء في عقل القارئ ووجدانه حب الوطن وحب المعرفة وترسم ملامح هويته وتزيد من قدراته العقلية إذا أحسن الاختيار وأحسنا المعالجة.
Comments